"
"
"
بالأمس كانت الفكرة التي أشغلتني أني أشعر بالملل في آخر أيام شهر رمضان ، ملل حقيقي لا شيء يجعل الوقت مسلياً ، لعلها حالة تشبه الوداع لأيام تعودانها أو لعله شعور بأن الاجازة توشك أن تنتهي ، وأن العيد اقترب ويجب أن أكون مع عائلتي ، وأن عليّ شراء العاب لأطفالي ، وأن .. وأن .... الخ . قائمةٌ تخلق ذاتها !
هذه الاجازة لم تكن حليفتي كانت متآمرة ! .. نعم متآمرة بطريقة غريبة ، المؤامرة والغرابة اجتمعتا في فترة زمنية عشتها بسأم احياناً وشغف احيان اخرى ،، رغم عدم ايماني بنظرية المؤامرة الا انها ترفع عن كاهلنا مسؤوليتنا عما يحدث لنا ،هذه الثقافة الفلكلورية المليئة بالاسرار والغموض تتبعها حلقات اخرى في البحث عن المتآمرين ، والاسباب ، والتفكير في الانتقام ، لكني توقفت عند جعلها مؤامرة وغريبة .. فقط ،،
غالباً ما اتململ بين سأم وشغف لاشعور متوسط الا نادر جداً ، يقولون ان شخصيتي حادة متطرفة قد تكون كذلك ، عموماً لم يعد يؤرقني هذا الموضوع ، ما يؤرقني الآن اني اشعر بالملل ولا أريد أن تسيطر علي اللامبالاة فيصيبني صقيع الكآبة هناك عيد قادم ويجب أن نشعر انه ليس يوماً عادياً ، صحيح أن الشمس ذاتها تشرق عليه وتغرب بنفس النظام ، وأن فيزيائية الاشياء حولنا لاتتغير، لكننا نستشعر الحياة برؤية مختلفة ، النهار يصبح اكثر اشراقاً والوجوه مسرورة ولو انها غير مبتسمة ، لكن كذلك نتوقع ..
سأشتري العاباً لاطفالي ونزور معاً مكاناً جميلاً مليء بالفرح كمدينة الملاهي او شاطئ مليء بالمفرقعات النارية الملونة ، نستحضر السعادة فلا يوجد مبرر لعكس ذلك الا في عقولنا ، يقولون انت من تصنع حياتك وانا اعتقد ان الحياة لها عصاتها المربية احياناً كثيرة ، لكني مقتنعة ان هناك فرحٌ قادم لا ادري ماهو لكنه قادم سأكرر ذلك ، فأفعلوا قد تصبح النبوءة واقع ..
تمتعوا بصباح جميل ..
,
,
,
"
"
مررتُ قبل أمس بتجربة صعبة ..
وقفت فيها صلبة وساعدت من كانوا معي لاجتيازها ..
بالفعل كنتُ صلبة لا ادري من اين تأتيني تلك القوة في الأزمات ،
وهذا امر جيد لكن الغير جيد هو أني بعدها اتداعى وتبدأ معي اعراض الصدمة والألم ..
أكتئب واصبح عصبية حزينة ، ألجأ لقرآءة الروايات بنهم ومشاهدة الافلام السينمائية والى العزلة والصمت وهي المرحلة التي أنا فيها الآن ، ثم انتهي الى الدخول في حالة روحانية أصل اليها مرهقة تعبة ، أضع كل حملي على سجادة واذرف الدمع وافرغ مافي صدري ..
اقوم بعدها مستعدة للمواجهه وللحب وللحياة من جديد ..
والى أن أصل الى المرحلة الأخيرة ، سأقرأ واشاهد ماتسقط عليه عيني من افلام وآكل ما يسعني من الشوكولاته وأكتب لكم هذا الصخب الذي أمر به لاجبركم أن تشاركوني التعاسة ،،
عمتم صباحاً ^ ^
:
"
في تجربة الهزة الارضية الخفيفة التي عايشتها العام الماضي في ديرتي بالجنوب والتي كانت من ارتداد اتساع احدى الصدوع في البحر الاحمر على ساحل القنفذة ,
تعلمت الكثير من الدروس في تلك الثواني العشرة فالتجربة ليست بطولها وانما بقوة تأثيرها ..
الدرس الاول والذي نعرفه جميعاً لكنه في اذهاننا ليس في حياتنا العملية ,
ان الكارثة يمكن ان تحدث في ثواني وان حياة الانسان قد تنقلب في لحظة وتلك هي سنة كونية لا مفر منها ..
والدرس الآخر أنهم حين علمونا في مادة العلوم بأن الطيور والحيوانات تستشعر الهزة قبل وقوعها
فاتهم ان يخبرونا ان الطبيعة تتغير بفعل البشر بما فيها الحس الاستشعاري المسبق للكارثة الطبيعية لدى الحيوانات
لأني بعد الهزة لم ادرك مالذي حصل وما اذا كانت هزة ارضية ام مجرد وهم , رحت ابحث عن الطيور في السماء
والحمام فوق السطح والقطط في الشوارع لأجدها آمنة تقضي وقتها بشكل عادي مما جعلني استنتج بفكري العلمي الخارق
انها ليست هزة ارضية فلو انها كذلك لجزعت تلك الطيور والقطط !
بيد ان استشعار تلك الحيوانات اصابه الخلل بفعل الاضطراب الذي يحدث للارض من بطنها الى غلافها الغازي
بفعل الاحتباس الحراري الذي غير من طبيعتها وطبيعة مخلوقاتها ..
وهكذا كلما تذكرت تلك التجربة اتخيل ماهو اسوأ منها وأسأل الله اللطف بنا وبأرضنا ..
"
"
"
لا أدري لما تميل روح القراءة في داخلي لكتاب رحلوا عن عالمنا الى عالم الحق ..
لعلّ مسيرة هؤلاء تحوي اسراراً خاصة هي من جعلت لغيابهم فراغ لا يملؤه أحد بعدهم ..
فأجدني أقلب صفحاتهم كمن يبحث عن شئ تاه منه في زمن آخر
واستجدي من ارواحهم اجابات تركوها لنا ..
فعندما يرحل الكاتب الصادق يترك لنا سحاباً لا يكف عن المطر ..
"
"
"
هاهو فنجان قهوتي جالسٌ فوق طاولة مترنحة للوقوف ..
تتصاعد الابخرة من فمه كتنين يائس ..
يحاول استراق السمع الى حديثي مع صديقة قديمة ..
يوشك اصبعي ان يسد اذنه الفضولية ..
ابادره بقبلةٍ مني وافرغ جنونه في جوفي الفارغ منه ..
أبداً يسد رمقنا ذلك الكفايين الجائع ..
ويحملنا الى الكف عن الكلام ..
وحدهن الصديقات القديمات يملأن فناجين الثرثرة ..
"
"
"
,, لن تستطيع أن تخنق فكراً أو تمنعه حتى لو أحرقت كتاباً وقتلت صاحبه معه ,,
هذا ماخطر في بالي هذا الصباح وبينما ارتشف فنجان قهوتي وأقرأ في كتاب ابن رشد "تهافت التهافت"
ذلك الفيلسوف العبقري وهذا الكنز من الفكر الواسع العظيم ..
حين امر الخليفة بابعاد ابن رشد وحرق كتبه بناءً على فتوى الفقهاء بردته وكفره احرق له مايقارب مئة كتاب من مختلف العلوم والمعارف
مابين الفلسفة والفلك والرياضيات والطب والأخلاق والنفس ، والمفارقة العجيبة أن تحرق كتبه وينفى من بلده بينما في الطرف الآخر من البحر المتوسط ينتشر فكره ويعد ركيزة في بناء دول اوربا ونهضتها ..
كما أن الفقهاء في ذلك العصر كانوا يطلقون على كتب الفلك والكيميا والجبر بكتب السحر والشعوذة وكانوا يحذرون الناس من دراستها بأن مصير من يفعل ذلك النار لأنه آتى جرماً اشد من الربا ..
لقد اقتلع فكر هذا الرجل من ارضه ووطنه لكنه وجد له آذاناً وعقولاً تحترم الفكر والعلم والمنطق في غير وطنه وكان له دور في نهضتها وتحررها من عصور الظلام ..
"
"
"
الأم وعاء يحتوي القلوب الصغيرة والكبيرة ..
لقد أصبحت أماً في سن مبكرة جداً وها انا منذ ذلك الحين وأنا أتعاطى مع الكائنات بأمومة محترفة ..
وخرجت من كنف أمي في سن صغيرة لذا أجدني أحياناً اجهل كيف اكون ابنه ..
يغريني التمرد الناشب بأظافره في ذاتي أن أتجرد من الأمومة وأعيش الابنة ولو ليوم واحد
فقلتُ اليوم سأزور وحدي أمي التي لم ارها منذ مدة وسأحبس أطفالي في المنزل
قلت لهم ذلك فنظروا اليّ بحزن : واحنا يا ماما !!
واااا قلباااه ...
نسيت أنه حين تلتحق احداهن بوكب الامهات فإنها لن تنال اجازة ولا يمكن التنازل عن دورها
_ هلموا يا ابنائي البسوا ملابسكم جدتكم تستناكم ^_^
"
"